في الانتفاضة الفلسطينية الاولى للعام 1987 رأى مازن النور بولادة مبكرة بسبب الغازات السامة التي كانت تطلقها قوات الاحتلال على شعبنا الفلسطيني، ونتيجة لذلك ولد مازن مصابا بشلل دماغي، استعصى على الاطباء معالجته في الوقت المناسب، مما تسبب بإصابته في إعاقة حركيه دائمة، حاولت عائلته علاجه في الخارج إلا أن جميع محاولاتها باءت بالفشل.
أسرة مازن مكونة من 14 فرد , والده كان عاملاً بفلسطين المحتلة عام 1948، توقف عن العمل بسبب الانتفاضة الثانية عام 2000، مما ضيّق على الأسرة سبل الحياة، وهذا ما دفع مازن في عام 2003 للتفكير الجدّي للبدء بمشروع يوفر له ولعائلته العيش بكرامة.
بدأ مازن مشروعه ببسطة صغيرة لبيع المواد التموينية على باب منزله الكائن في مخيم جباليا بقطاع غزة، وعلى الرغم من صغر حجم البسطة وقلة إمكانيتها إلا انها استطاعت أن تسد جزءاً من مصاريف العائلة. لم يتوقف مازن عند هذا الحد، فأكمل دراسته في جمعية جباليا لتأهيل المعاقين حتى المرحلة الثانوية، ولكن مرة أخرى وبسبب ضيق الحال وقلة الدخل أضطر مازن للتوقف عن الدراسة والاهتمام بمشروعه.
يقول مازن : لقد زوجني أبي في العام 2010 ورزقت بإبنتين وأصبح لدي اسرتي الخاصة، فكان لابد من التفكير بجدّية للبحث عن مصدر دخل كافٍ لأسرتي ولتوفير مستقبل مشرق لبناتي.
ويتابع قوله: “ في نهاية العام 2013 تلقيت اتصالاَ من جمعية لتأهيل المعاقين بأنه تم ترشيحي للحصول على قرض من مؤسسة فاتن لتمويل المشاريع الصغيرة، بمبلغ 4000$ لتطوير مشروعي. وفعلاً بعد زيارة المؤسسة لمشروعي ، تم استكمال الإجراءات المتبعة لدى المؤسسة وتمت الموافقة على حصولي على القرض“.
ويضيف: لقد قمنا بفتح باب خارجي لأحد الغرف المطلة على الشارع لتصبح بقالة لبيع المواد التموينية ، ومن أهم البقالات في المنطقة التي تفتقر لمثل هذه المشاريع.
اليوم أصبح مازن يمتلك مشروعه الخاص به، وأصبح يحظى بإحترام وتقدير المجتمع المحيط به، حيث ساهمت البقالة في رفع مستوى دخل اسرته وعائلته ، وأصبح لديه كل اليقين أنه وبعد توفيق الله ومساعدة مؤسسة فاتن ، فإنه قادراً على رسم مستقبل مشرق لبناته وعائلته وأن يتمتعوا بحياة أفضل من التي حُرم منها بسبب الإعاقة.